في التنوير والتثقيف :القرية في أدب الطيب صالح

في التنوير والتثقيف :القرية في أدب الطيب صالح
صدر العدد الثالث من مجلة التنوير والتثقيف التي تصدر عن قسم التنوير والتثقيف بادارة البحوث والتخطيط والتنمية بجامعة السودان المفتوحة والتي يرأس تحريرها الأستاذ محمد الفاتح أبو عاقلة. صدر العدد حافل بالموضوعات وضروب السرد الأخرى. كتب فيها محمد الفاتح عمر التمساح قائلاً: تدمع عينا التمساح عند الأكل لهذا أطلق الناس مقولة «دموع التماسيح» على الذي تدمع عيناه افتعالاً وتمثيلاً دون حزن حقيقي بعد أن يكون قد ألحق الضرر بالآخرين، وأنواع التمساح تقارب المائتين وواحد وسبعين نوعاً في العالم ومن أسمائه اللدر، أب كريق، العشاري، الكبجن، والدابي يضيف أبو عاقلة ان الشعر السوداني يزخر بالاشارات إلى هذا الحيوان وقد أسهم في ثراء المخيلة الشعبية السودانية فالاشعار والقصص والحكايات والامثال والأحاجي والأغاني لا تخلو من التفاتات إلى التمساح وحكاياته:
أب كريق في اللجج
سدر حبس الفجج
عاشميق حبل الوجج
انا أخوي مقلام الحجج
وقصيدة حاج الماحي عن التمساح شاهد على خطورة شأن هذا الحيوان وسطوته فيقول:
شئ لله يا رجالة البركل
السهرانه الليل ما بتكسل
التمساح تمساحاً جسر
وأمرو عليكم ما بتعسر
رؤى وتصاوير في البص كلمات للدكتورة نور الهدى عصام الدين قالت فيها:
مشاوير السنين تزفها البصات
ومشوار الحياة بصحبة الاصحاب
الوقت تستجيب فيه الشمس للظهيرة
والنسمة الوحيدة التي أتت
مريره مريره
وقد كتب في العدد الأستاذ محمد عوض عيوش عن القرية في أدب الطيب صالح بحث في رؤى الكاتب الابداعية قال فيها ان الطيب صالح دون شك يرى ان من واجبه ككاتب يحمل في اعماقه هموم بلاده ان ينبه أو يلفت النظر إلى مناطق القوة والضعف في البناء التقليدي للمجتمع في كافة الأوجه حتى لا ينساق الناس وراء دعوى التحديث والتطور دون تدبر أو رؤيا نافذة ترى وراء الاشياء التي تبدو للعيان، وتجد الطيب صالح يعبر عن بعد اهتمامه بأصول المجتمع وتراثه وتاريخه وحرصه على أن يأتي الجديد متسقاً مع واقع التجربة السودانية بقوله: «انني كنت منذ صغري تشحذ خيالي حكايات الماضي» وقوله «واذهب إلى جدي فيحدثني عن الحياة قبل اربعين عاماً قبل خمسين عاماً بل ثمانين عاماً فيقوى احساسي بالأمن» المقال طويل اقتطفنا منه أيضاً قوله: والطيب صالح يعتبر من ضمن روائيين كثيرين في العالم الثالث جعلوا من القرية مسرحاً لاحداث رواياتهم وأعمالهم الأدبية ولعلنا نجد تفسيراً لهذا المنحى في انهم يعمدون الى ذلك حينما تتجاذب بلادهم منعطفات التحول والتطور.
وبالعامية كتب الشاعر جاد كريم محمد أبوزيد قائلاً:
وقول لي ها الوليد اسمع
حصل ضقرت فوق مُشْرَع
وما لقيت معَدَى بي غادي والرواس اتمنع
ولفيت الهدوم في الراس
نزلت طِميّه من القيفه جُب تبلغ
وقال
حصل عليت نار في فجير
حصل كوعت يوم في حجير
تعرف الدكري الما إنْخت يوم في جفير
حصل آ وليد؟
أيهما أقدم الحضارة المصرية أم السودانية؟ في هذا العنوان كتبت د. سامية بشير قائلة: ان الطريقة العلمية السليمة للاجابة على هذا السؤال تقتضي شرح لفظة حضارة وتحليلها وأشارت الكاتبة لانجازات الانسان المصري والسوداني وقد اشارت إلى ان السودان حقق ذات الانجازات التي حققها الانسان المصري ولكنه لم يكن سابقاً بل لاحقاً للانسان المصري يستثنى من ذلك صناعة الفخار من انجاز تحقق في السودان في وقت مبكر. وقالت ينبغي للسودانيين ان يفخروا بتوصلهم لكتابة لغتهم حيث يصنف السودان كثاني أمة في افريقيا تمكنت من كتابة لغتها ولهم ان يفخروا بحسبانهم من الأمم القليلة التي بلغت مدارج راقية من التحضر وبقيت آثارهم جامدة شاهدة على أمجادهم وانجازاتهم، أما اقتباسهم لبعض عناصر الحضارة المصرية فهو أمر بديهي، فمصر هي الجارة الشمالية للسودان وكانت مصدر اشعاع ثقافي لكل العالم المعروف آنذاك ،وقد كانت خاتمة العدد قصة قصيرة بعنوان الحجر الأجوف للقاص د. محمد صالح عبد الرؤوف نقتطف منها: وقف الناس للصلاة... لم يكن هو على وضوء لكي يقف بين المصلين على جنازتها... كيف يصلي عليها وهو الذي صلى لها... ما سجد سجدة إلا وسأل الله قربها.. كيف يصلي عليها صلاة بلا سجود؟ وهي مازالت تملأ آفاق بصره وأعماق بصيرته... كيف يصلي عليها وصوتها الدافئ في أعماقه لا يزال يناجيه.. بماذا يدعو اليوم.. لقد جف الدعاء في لسانه..
هذا قليل من كثير يحفل به العدد فهو جدير بالقراءة.

وقول لي ها الوليد اسمع
حصل ضقرت فوق مُشْرَع
وما لقيت معَدَى بي غادي والرواس اتمنع
ولفيت الهدوم في الراس
نزلت طِميّه من القيفه جُب تبلغ

نور الله بصيرتك اخي ودالشافعي وماقصرت تب يامثقفنا تسلم والله وتقبل مروري

» عرس الزين الاديب الطيب صالح
» حفنة تمر(قصة للأديب العالمي الطيب صالح)
» عبد الله الطيب ناقداً مسرحياً
» حبابك الف الطيب ادريس بابكر
» اسد الكداد غناء بادى محمد الطيب