معرض الكتاب المقدس
فى الاسبع السابق اقامت معاهد الكمبونى بالخرطوم مايسمى بمعرض الكتاب المقدس وقد كانت الدعوة للمعرض بمكبرات الاصوات وهو الامر الذى دعاء بعض الاخوه للسؤال عن جواز هذا الفعل فى دوله نسبه الاسلام فيها فى اخر احصائيه بعد انفصال الجنوب اكثر من 98% وهنا اورد لكم رد فضيله الشيح د.عبد الحى يوسف على سؤال الاخ المجاهد الطيب مصطفى والذى اورده من خلال عموده فى صحيفه الانتباهة
علما بان هذا المعرض صاحبته احداث مؤسفه وتفلتات من قبل الجنوبيين وقد حصبوا سيارات المارة ونهبوا بعض دكاكيين السوق العربى وارعبوا المارة .
اترككم مع رد الدكتور عبدالحى يوسف للطيب مصطفى لعلنا نستفيد منه ونععمه من خلال منتدى الجميعاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فقد نما إلى الأسماع أن ما يسمى بمعرض الكتاب المقدّس قد أقيم هذه الأيام في قلب الخرطوم، ويقوم على أمره بعض النصارى من الجنوبيين، ويدعون الناس إليه عبر مكبرات صوت، وقد كان الظن أن هذه المظاهر التي أقضت مضاجع المسلمين طوال سنين خلت ستزول عقب الانفصال ولكن هيهات هيهات بعدما مرد بعض الناس على إعطاء الدنية في دينهم، والمداهنة على حساب معتقدهم، وها هنا لا بد من بيان جملة من الحقائق خلاصتها:
أنَّ الله تعالى بعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام، وبيَّن تعالى أنه لن يقبل من عباده غيره من الأديان.
قال تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) «آل عمران 19».
وقال
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)«آل عمران 85».
ومما يجب على المسلم أن يعتقده ويعقدَ عليه قلبه: أنَّ من لم يؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فإنه مشرك به وبجميع الأنبياء السابقين.
قال تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) «الشعراء 105».
ووجه الدلالة من الآية: أنّ نوحاً عليه السلام أول رسول إلى أهل الأرض، قال تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ) «النساء 163»، وفي حديث الشفاعة يقول الناس له يوم القيامة: «أنت أولُ الرسل إلى أهل الأرض» صحيح البخاري ومسلم. ولما كذبه قومه جعل الله تكذيبهم له تكذيباً لجميع المرسلين.
فإذا بانت هاتان الحقيقتان أن كل دين سوى الإسلام باطل، وأن الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم كفر به وبغيره من الأنبياء- فإن من البلاء الكبير، والشر المستطير، أن يسمح بإقامة معرض لما يُسمى بالكتاب المقدس كذباً وزوراً-. أو أن يسمح لبعض أهل الكفر أن ينشر دينه بين المسلمين؛ ليفتن عوامهم ويصدهم عن سبيل الله، فإن الشُّبَهَ خطَّافة والقلوب ضعيفة، والناس ليسوا سواءً في تمييز الحق من الباطل، وقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو من هو حين رأى في يده صحيفة من التوراة وقال له: (أمتهوكون يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان ابن مريم حيّاً ما وسعه إلا اتباعي)
إنّ هذا العمل لا ينبغي لعاقل أن يشك في أنه من الجرائر المهلكات، والكبائر الموبقات؛ فإنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعان صاحب باطل ليدحض بباطله حقاً فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله» رواه الطبراني والحاكم.
والواجب على من بسط الله يده من رئيس ووال ومسؤول أن يمنع هذا المنكر ويحول دون هذا الباطل، وإلا كان خائناً لله ورسوله ولجماعة المسلمين، وقد قال الله عز وجل (يا أيُّها الذين آمنوا لا تخونوا اللهَ والرسولَ وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) خاصة وقد زال العذر وانفصل غير المسلمين بدولتهم وذهبوا بخيرهم وشرهم، والحمد لله رب العالمين.
د. عبد الحي يوسف
نائب رئيس هيئة علماء السودان