هذا اليوم كما هو وارد في حديث أبي قتادة. ونفيد من ذلك أن النبي r كان يعبر عن فرحه بهذا اليوم بالصوم، وهو نوع من العبادات. وبما أن النبي r أبدى اهتماماً بهذا اليوم بصومه عرفنا أن العبادة في مختلف أشكالها جائزة لبيان مكانة هذا اليوم. وحتى لو تغير الشكل فالمحتوى قائم لذا فالصوم أو إطعام المساكين، أو الاجتماع لمدح النبي r أو تبيان مناقبه وخلقه الحسن كلها طرق لتبيان أهمية ذاك اليوم.
وقد جاء الأمر الإلهي بالابتهاج بمبعث النبي r بقوله تعالى في كتابه العزيز: )قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا( (يونس: 58).
وقد جاء هذا الأمر لأن الفرح يجعل القلب شاكراً لرحمة الله. وأية رحمة إلهية أعظم من النبي r إذ قال الله تعالى فيه: )وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين( (الأنبياء: 17).
ولأن النبي r بعث رحمة للعالمين كان لزاماً ليس على المسلمين فقط، بل على كافة البشر أن يفرحوا به. ولكن مع الأسف نجد أن بعض المسلمين هم في طليعة العاصين لأمر الله بالابتهاج بنبيه.
احتفال النبي r بالمناسبات التاريخية الكبرىكان النبي r دائم الربط بين المناسبات الدينية والأحداث التاريخية، وكلما مرت مناسبة هامة نبَه أصحابه للاحتفال بذلك اليوم والتأكيد على أهميته حتى لو كان الحدث قد تم في زمن سحيق. وهذا البدء يؤكده الحديث التالي من صحيح البخاري في كتاب الصوم باب 69 وكتاب الأنبياء باب 24 وابن ماجد ومالك في الموطأ والإمام أحمد: أن النبي r قدم إلى المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه قوم فرعون، ونجى موسى، فنحن نصومه شكراً لله تعالى فقال: نحن أولى بصوم موسى منكم.
قال تعالى: صلوا على النبي rإن في إقامة ذكرى مولد النبي r ما يحث على الثناء والصلاة عليه وهو واجب أمرنا الله تعالى بالقيام به:
)إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما( (الأحزاب:56)
فمجرد الاجتماع وذكر النبي r يجعلنا نثني ونصلي عليه، فمن له ان يمنع الالتزام بواجب أمرنا الله به في كتابه العزيز. ولعمري ففي إنفاذ أمر من أمور الله نكتسب نوراً يملأ قلوبنا بفيض لا حد له. والجدير بالذكر أن هذا الأمر أتى بالجمع: إن الله وملائكته يصلون على النبي، كأنهم في اجتماع منعقد، فمن الخطأ الجسيم والحال هذه أن يقال بأن الصلاة على النبي r يجب أن تكون على انفراد.