استفتاء جنوب السودان ينتهي بـ"هدوء" ويبشر بـ "عواصف"

أغلقت مراكز الاقتراع السودانية أبوابها أمس على نسبة مشاركة تجاوزت 80 بالمئة، معلنةً نهاية اليوم الأخير لاستفتاء تقرير المصير في جنوب السودان "الذي مر بهدوء". وشهدت منطقة النوبة تظاهرات مطالبة بـ"مزيد من الحقوق"، قال أحد قادة التمرد في دارفور إن سكان الإقليم "سوف يصوتون لمصلحة الانفصال" إذا طرحت عليهم فكرة حق تقرير المصير، فيما يدل على الاتجاهات العاصفة للسودان.
وأعلن رئيس مفوضية الاستفتاء في جنوب السودان محمد إبراهيم خليل أمس، أن أكثر من 80 بالمئة من أربعة ملايين سوداني جنوبي المسجلين شاركوا في التصويت حتى الجمعة.
وقال خليل في مؤتمر صحفي عقده في جوبا "حتى الأمس بلغ عدد الأشخاص الذين اقترعوا في جنوب السودان ثلاثة ملايين و135 ألفاً وهم يمثلون نحو 83% من الناخبين المسجلين"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
كما صوت نحو 91 بالمئة من المغتربين وكذلك 53 بالمئة من الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال.
كما أشاد خليل بالهدوء والاستقرار اللذين صاحبا عمليات الاقتراع، مضيفاً: إن "خطة متكاملة تم وضعها بالتنسيق بين الأجهزة القومية وحكومة الجنوب لاستكمال عمليات الاستفتاء في جو آمن ومستقر»، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.
على حين لاحظ الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر "أن عملية الاستفتاء جرت بطريقة منتظمة في الشمال والجنوب". ونقلت رويترز عن كارتر "ترجيحه أن تكون نتيجة هذا الاستفتاء هي لمصلحة الانفصال". لكنه قال إنه يجب ألا يصدر أحد حكم مسبق على النتائج.
وسبق للرئيس السوداني عمر حسن البشير ولقادة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، أن صرحوا أنهم سيحترمون نتيجة الاستفتاء. وقال أمين الحزب للعلاقات السياسية محمد غندور إنه "في حالة حدوث الانفصال سيكون الشمال مستعداً لدعم الدولة الجديدة وإن أهل الشمال يتطلعون لإقامة علاقات أخوة مع الجنوبيين" حسب مقابلة أجراها مع وكالة رويترز.
وذكرت الأمم المتحدة أن النتائج الأولية من التصويت يتوقع أن تعلن أوائل شهر شباط المقبل، بيد أن النتائج النهائية ستعلن إما يوم 7 شباط المقبل وإما 14 شباط، وفقاً للنطاق الزمني الذي حددته لجنة استفتاء جنوب السودان.
وفي مؤشر إلى نوعية المشاكل المقبلة على السودان في مرحلة ما بعد الانفصال، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن آلاف السودانيين تظاهروا أمس، في النوبة شمال السودان، مطالبين بمزيد من الحقوق لمنطقتهم. ورددوا هتافات مناهضة للحكومة وهم يحملون أعلام الجيش الشعبي لتحرير السودان. قال أحد المتظاهرين "ليسقط السودان القديم نعم للسودان الجديد". على حين قال آخر "أريد الحرية لجبال النوبة".
يذكر أن النوبة كانت معقلاً لمتمردي الجنوب خلال الحرب الأهلية على الخرطوم. وأعطى اتفاق نيفاشا للسلام الشامل الذي أنهى الحرب في جنوب السودان، هذه المنطقة حق إقامة "استشارات شعبية" حتى تموز المقبل، للاختيار بين ما أعطي لهما من نظام خاص ورد في اتفاقية السلام أو اقتراح نظام بديل. لكن هذه الاستشارات لا تتيح لسكانها الذهاب إلى حد المطالبة بالاستقلال عن الشمال أو الانضمام إلى الجنوب.
في هذه الأثناء، قال رئيس حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور عبد الواحد محمد نور، "إذا طرحنا حق تقرير المصير فإن أهل دارفور سيصوتون لمصلحة الانفصال".
إلا أن نور أضاف، في حديث إلى صحيفة الشرق الأوسط نقلته وكالة الأنباء الألمانية، إن حركته وحدوية، وإستراتيجيتها تتمثل في المحافظة على وحدة ما تبقى من دولة السودان في الشمال.