أنا شديد الإعجاب بما يكتبه الساخر الفاتح جبرا ، و قد اتفق معه أو اختلف و لكنه دائماً يضع قلمه كما يضع الطبيب البارع مبضعه على الجرح لعلاجه ٠ و قد يخطئ و قد يصيب فله أجر إذا أخطأ و له أجران إذا أصاب ٠ و انقل لكم موضوعه عن كيفية الصرف لرافد من روافد بيت مال المسلمين ,, الزكاة ،،
ساخر سبيل
وللا نرجى القيامة !
الفاتح يوسف جبرا
يوماً بعد يوم تشتد حاجتى إلى فهامة (حجم عائلى) حتى أستعين بها على (فهم) ما يجرى فى هذا البلد ، فقبل أيام مضت قمت بإدارة ندوة بعنوان (أطفال المايقوما ... من المسئول؟) وقد أكد جميع الحاضرين بأن هؤلاء الأطفال (فاقدى السند) يتعرضون إلى الموت - وبنسبة عالية - بسبب شح الإمكانات (البعض توفى بسبب عدم وجود حقنة لا يتعدى ثمنها 250 جنيها) وكان سؤالى الذى طرحته عبر الندوة لعضو (هيئة علماء السودان) الشيخ محمد هاشم الحكيم هو : أليس توفير إحتياجات هؤلاء الأطفال من صميم مسئولية ديوان الزكاة ؟ وهل من الإسلام فى شئ أن يموت المسلم ولا يجد العلاج بينما ديوان الزكاة يمتلئ بالمليارات؟ ؟
وقد كان رد الأخ عضو هيئة علماء السودان بأن الزكاة تذهب فى مصارفها وأن بند العاملين عليها ينال نصيباً كبيرا جداً في اطار تغطية نفقات الصرف على المرتبات وهذه مشكلة اولى، اما الثانية فتكمن في تعدد المصارف في الوقت الذي يعتبر فيه القائمون على امرها ان لهم الاولوية .
إنتهى رد الشيخ محمد هاشم الحكيم على تساؤلى (المشروع) لكن دهشتى لا ولن تنتهى أبداً فعلى مدى (عشرين عاماً) ظلت فيها الأموال تتدفق على هذا الديوان بمختلف (العملات) أشكال وألوان ومن كافة الأنشطة الإقتصادية و(مثال فقط وليس للحصر) إبتداء من كبريات شركات البترول والإتصالات والشركات الصناعية والتجارية والبنوك مروراً بالمغتربين ورجال الأعمال والمجمعات والمحال التجارية والصيدليات والمستوصفات الخاصة إنتهاء بأصحاب المطاعم والكافتيريات والبقالات والأكشاك والجزارين وبتاعين الخدار و(الطبالي) ! كل هذا ولم نلحظ أثراً ولو (شبه ملحوظ) لمساهمة الديوان فى تقليل نسبة الفقر .. بل لم نشاهد ولو مشروعاً واحداً كبيراً يتناسب وحجم هذه الأموال التى تتدفق يومياً على هذا الديوان !
(معليش) عزيزى القارئ .. الآن فقط وجدت الإجابة وأنا أقلب فى صحيفة (الحرة) العدد رقم( 273) الصادر بتاريخ الأربعاء 10 فبراير 2010م فى حوار أجرته الصحيفة مع الأمين العام لديوان الزكاة وفيه تم سؤال (السيد الفادنى):
س : نود أن نسألك عن المبلغ الذى قمتم بدفعه لقناة (الضحى) الفضائية ؟
ج- أنا تحدثت عن ذلك قبلاً ولكننى أقول مجدداً أنا دعيت لإجتماع مع عدد من الخيرين وذكروا لى أنهم بصدد إنشاء قناة دعوية وأولئك فيهم أناس ممن يشهد لهم بالثقة تماماً وتبرعوا لهذا العمل, وطلبوا منا أن نتبرع لهم ، وقلت لهم إننى سأدفع ولكننى أشترطت عليهم عندما تبدأ القناة البث أن تقدم نشاط الزكاة وكل ما يتعلق بها فى السودان ولقد قدمت لهم مبلغ50 (خمسين ألف دولار) .
س- لكن يا بروف مر زمن طويل ولم تقم القناة؟
ج- هذه ليست مسئوليتى ولقد كتبت إلى القائمين على أمرها وقلت لهم (عرفوا بأنفسكم أذكروا للناس لماذا لم تقم القناة حتى الآن؟)
س- بروف هل إسترددت ما دفعته للديوان؟
ج- لم أسترده ولكنى سألت عنه وأنا عندما دفعت هذا المبلغ إستندت إلى علمى وفقهى وثقتى فى هؤلاء الأخوان وإشتراطى المسبق بمشاركة الديوان فى القناة عندما تبدأ بثها وذلك بنشر أعمال الزكاة فى السودان ,وكتبت أسأل أكثر من مرة عن سير العمل فيها خاصة بعد نشر (الحرة) المتكرر لهذه المسألة ولقد ذكروا أنهم بصدد العمل وإنهم فى شأن إكمال التمويل مع إحدى شركات الإتصال فى البلاد وأظنهم كتبوا لكم أو لغيركم فى ذلك بعد أن قلتم انها قناة وهمية ، وأقول لكم الآن ربنا يسألنى عن هذا المبلغ إن لم تقم تلك القناة ويسألهم عنه كذلك يوم القيامة.
المستفاد من حديث (البروف) :
- التبرع لقيام القنوات الفضائية يعد مصرفاً من مصارف الزكاة.
- يمكن لأى (ناس خيرين) أن يجتمعوا بالسيد (الفادنى) فيستجيب بالتبرع لمشروعهم متى ما إقتنع بأنه مشروع خير !
- يمكن للسيد (الفادنى) أن يتبرع (لوحدو كده) دون طرح الأمر على أية هيئة او جماعة بالديوان !
- السيد (الفادنى) لم يقم بدفع هذا المبلغ الضئيل (ساااكت كده) بل اشترط عليهم (هم منو والله ما عارفين !) بإنو (عندما تبدأ القناة البث) !! أن تقدم نشاط الزكاة وكل ما يتعلق بها فى السودان !!
- عدم قيام وإنشاء القناة وبالتالى (ضياع أموال المسلمين) ليست مسئولية (السيد الفادنى) بل مسئولية الناس القالوا ح يعملوها !!
- عندما دفع (السيد الفادنى) هذا المبلغ إستند إلى علمه وفقهه الذى يبيح التبرع بمثل هذا المبلغ وهنالك من لا يجد قوت يومه كأطفال المايقوما الذين تحدثنا عن مأساتهم التى تدمى القلوب .
وآخر ما يستفاد من حديث البروف (أمين عام ديوان الزكاة) إنو القروش دى ما ح تروح ساااكت (لو القناة ما قامت) عشان ربنا ح يسألوا منها و ح يسأل الناس الشالوها (كمان) وذلك يوم القيامة ! وإلى ذلك الحين ? أعزائى القراء- أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته !!!
كسرة :
- عاوزين قروووووشنا دى هسه ... قبل يوم القيامة !
إنتهي المقال الذى تم نشره في 19 فبرائر 2010م بعنوان (قبل القيامة) ... نعيد اليوم نشره بمناسبة مغادرة (البروف الفادني) لمنصبه .. وبما أن القناة لم تنشأ (حتى الآن) .. وبما أن هذا المبلغ تسلمه أولئك الأشخاص أصحاب القناة المزعومة (بالدولار) قبل حوالى خمس سنوات .. فالسؤال الذى يفرض نفسه : هل قام (ديوان الزكاة) بإستعادة القروش دى قبل مغادرة (البروف) وللا ننسى الموضوع ونرجى القيامة !!؟
كسرة :
الظاهر ح نرجى القيامة !!!
الراي العام